أحزانيَ أوطان …

By 31/10/2014April 26th, 2016نصوص سردية

عجبت كيف انا شجاع لأسير وحيداً في أزقة الظلام، لم يكن حزن موتهم ليزول … و لا اظنه كذلك، فعندما يختفي صوت الناعي في مهب الريح، يخيم صمت القتيل، و ترتد صرخات الولاء لاصحابها عند اول ابتلاء، كذلك استمر الوضع من الكوفة الخائنة الى زمن اليوم، روح العاصمة المنامة قوية، لا تهجر اي زقاق في ربوعها، و عندما خرجت من زقاقي المظلم عند الفجر، و مع احساس الرياح الباردة المارة في مضائق العمارة، صُدمت بأن الحياة كانت خدعة كبيرة لنا، فما الزمن الى مجرات تتكرر برتمٍ لا يتغير، و كما خان الكوفيون الحسين “ع” خانه أصحابه الأقارب عندنا، ثلة من الشباب الضائع في ملذات الحياة يكملون استنزاف ما حفظوه من منبر العزاء، يرمقون تلك ثم يكملون الحديث في الإباء، و ينشرون الفساد ثم يصرخون في المواكب باحثين عن العفة، سلمت عليهم فردوا جميعاً بنفس، أردف احدهم : خوك وين المسجد؟! ، عجباً أقْبَل الفجر و انت تسأل الآن !!!، خوك ترى حدي حصران ابغى ادخل الحمام، تباً لهم أيحسبون ان المساجد مراكز لخدماتهم ثم ينسون صلاة ربهم، أكملت طريقي عالماً بأن مسلم لم يقتل في الكوفة وحيداً او مع اصحابه ممن وفى لرعاية الحق فقط، بل قُتلت صلاة الكوفيين فقُتلت وعودهم للحسين، أُثقل قلبي بالجراح و قُتل الحسين ألف مرة بخيانتنا، و بقي الحزن لا يزول… فأحزانيَ أوطان.

2 Comments

Leave a Reply